أثار الفنان التونسي مقداد السهيلي جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن عبّر عن رفضه الشديد لما وصفه بـ"الإقحام غير القانوني" لاسمه ضمن الملصق الدعائي (الأفيش) لإحدى سهرات مهرجان قرطاج الدولي 2025، من دون أن يكون قد وقّع أو وافق على المشاركة في العرض.
السهيلي يعلّق بسخرية: "شكون ما يحبش يطلع على ركح قرطاج؟"
في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية على فايسبوك، علّق السهيلي على ما حدث بأسلوب ساخر، قائلاً:"كيفاش يحطولي اسمي في أفيش عرض وأنا ما عطيتش موافقتي؟! هو عربون في عرس؟! شكون ما يحبش يطلع على ركح قرطاج، وياخو كاشي في لمة مع زملاء، غناية غناية... خفافي... زيارة ونيارة... وفي اللخر تصويرة جماعية... معنقين بعضنا... والقلوب صافية! أنا وين سي علاء؟!"
رفض قاطع للمشاركة الرمزية: "5 دقائق لا تليق بمسيرتي"
السهيلي شدّد في ذات التدوينة، وفي تصريحات لاحقة، على رفضه التام للمشاركة في عروض فنية دون الاتفاق المسبق على التفاصيل الأساسية، بما في ذلك التاريخ، الأجر، والشروط التنظيمية، مؤكداً أن "مشاركة الفنان لا يجب أن تُفرض بشكل رمزي أو تلقائي".
وأوضح أنه يكنّ كامل الاحترام لزملائه الفنانين المشاركين، وللجهة المنظمة، خاصة الفنان يوسف بلهاني ومدير مؤسسة حقوق المؤلف رمزي القرواشي، لكنه عبّر عن تحفظه على صيغة العرض الجماعي، الذي يضم 16 مطربًا ومطربة، مع تخصيص 5 دقائق فقط لكل فنان، وهو ما اعتبره "مجحفًا" في حق مسيرته الفنية الممتدة لأكثر من أربعة عقود ونصف.
وأضاف:"أنا مانيش هاوي، ولا جيت البارح باش نوري وجهي ونستنى باش يشجعني الجمهور. أغانيّي الخاصة تعمل 5 عروض وحدها، ومحبوبة داخل تونس وخارجها... لا أقبل أن أكون فقرة عابرة في عرض جماعي."
انتقاد لواقع الثقافة والفن: "غياب للمعايير وهيمنة للمزاج"
وتطرّق السهيلي في ختام تدوينته إلى ما وصفه بـ"تدهور المشهد الفني والثقافي في تونس"، مشيراً إلى أن برمجة العروض وبث الأغاني بات يخضع لـ"مزاجيات شخصية، في ظل غياب معايير فنية واضحة".
وقال في هذا الصدد:"بعد هذا العمر، ما نحبش نغلط ونجرح اسمي اللي كتبتو بدمي ودموعي... وهذه قناعاتي الشخصية."
يُعد مقداد السهيلي من الأسماء البارزة في الساحة الفنية التونسية، إذ امتدت مسيرته لما يقارب 47 سنة، شارك خلالها في عشرات الأعمال الموسيقية والمسرحية، إلى جانب إسهاماته في النقاشات الثقافية والنقابية، وسبق أن شغل مناصب في هيئات فنية رسمية.