أذن وزير التعليم العالي والبحث العلمي، منذر بلعيد، بفتح تحقيق عاجل لتحديد المسؤوليات الإدارية والتقنية في ما بات يُعرف بـقضية التوجيه الجامعي الخاطئ، التي طالت عددًا من التلاميذ المتفوقين، واتخاذ الإجراءات اللازمة لرفع المظلمة عن 12 تلميذًا وُجّهوا إلى شعب لم يختاروها.
وأكدت النائب ريم المعشاوي، في تصريح لإذاعة "موزاييك"، أن الوزير عبّر عن حرصه على إنصاف التلاميذ المتضررين، مشيرة إلى أن أغلبهم تحصلوا على معدلات تؤهلهم للالتحاق بتخصصات مرموقة، إلا أنهم فوجئوا بتوجيههم نحو شعب لم يسجلوها ضمن بطاقات رغباتهم.
وقد تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي تدوينات وشهادات تفيد بوجود شبهة تلاعب ببطاقات اختيارات التوجيه لبعض التلاميذ، وهو ما أثار غضبًا واسعًا وطرح تساؤلات حول سلامة المنظومة الرقمية المعتمدة في معالجة التوجيه الجامعي.
من بين الحالات التي أثارت الجدل ، حالة التلميذ محمد العبيدي، المتحصل على معدل 18 من 20 في شعبة العلوم، والذي صُدم بتوجيهه إلى شعبة علوم الآثار بالقيروان بدلًا من دراسة الطب التي كانت خياره الأول.
وفي تدوينة مؤثرة، أشار الدكتور حاتم الغزال، المختص في علم الأجنة، إلى أن العبيدي يُعد مثالًا يُحتذى به في الاجتهاد والمثابرة رغم يتمه وظروفه الاجتماعية الصعبة، داعيًا إلى منحه وسام العزيمة كونه "شمعة أمل للشباب التونسي".
كما أفاد الغزال بأنه سيتم تكليف محامٍ ورفع قضية لدى المحكمة الإدارية للطعن في نتائج التوجيه الجامعي بالنسبة لمحمد العبيدي والمطالبة بإنصافه.
ويأتي هذا الجدل بعد الإعلان الرسمي، يوم الجمعة 1 أوت 2025، عن نتائج التوجيه الجامعي للدورة الرئيسية من امتحان البكالوريا. وقد عبّر العديد من التلاميذ وأولياء الأمور عن استيائهم من نتائج التوجيه، مؤكدين أن المنظومة عدّلت اختياراتهم دون علمهم، ما أدى إلى توجيههم إلى شعب لا توازي تطلعاتهم ولا تتماشى مع قدراتهم.