ثقافة و فن

نوردو يقدّم عرضاً مميزاً على ركح مهرجان صفاقس في سهرة استثنائية

 شهد ركح مهرجان صفاقس الدولي، مساء أمس الاثنين 11 أوت 2025، واحدة من أكثر لياليه حيوية ضمن فعاليات دورته الخامسة والأربعين، حيث احتضن المسرح الصيفي بسيدي منصور حفلاً فنيًا استثنائيًا لنجم الراب التونسي نوردو، الذي عاد للمرة الرابعة ليشعل حماس جمهور المهرجان الغفير، والذي توافد منذ الساعات الأولى ليملأ جنبات المكان.

مع انطفاء الأضواء، علت صيحات وهتافات الجمهور معلنة انطلاق عرض موسيقي فريد من نوعه. ظهر نوردو على الركح وسط تصميم سينوغرافي يعكس روح الشباب والحيوية، وافتتح السهرة بأغنيته الشهيرة "يا دنيا" التي سرعان ما أشعلت تفاعل الجمهور، تلاها أداء أغنية "غريبة" ضمن توليفة موسيقية تحمل بصمته المميزة.
تميز الحفل بخروجه عن القوالب التقليدية لحفلات الراب، إذ صاحبه عرض موسيقي حي وفرقة راقصين محترفين قدموا لوحات متناغمة مع الإيقاعات، ما أضفى بعدًا بصريًا وموسيقيًا متكاملاً على الأداء.
تنقل نوردو خلال الحفل بين أنماط موسيقية متنوعة، من البوب والتراب إلى الـAfro واللاتينو، مقدمًا مزيجًا فنيًا أمتع الحاضرين. أدى أبرز أغانيه التي يعرفها الجمهور عن ظهر قلب مثل "عربوش"، "الوحش كلاني"، "نبات نحارب"، "أنا واياك"، و"لباس"، بالإضافة إلى باقة من أغاني ألبومه الأخير Cotinga، من بينها "ويلي"، "تربيت" ذات الإيقاعات الإفريقية النابضة، و"Amore Mio" التي امتزجت بلمسات إسبانية جذابة.
من اللحظات المميزة في السهرة، انضمام مغني الراب أرمستا إلى نوردو على الركح، حيث أديا معًا أغنيتهما المشتركة "Mani Wlidek"، مما أثار موجة جديدة من الحماس في صفوف الجمهور. ولم تخلو الأمسية من لمسات إنسانية دافئة، حين دعا نوردو مجموعة من الأطفال إلى الركح ليشاركونه الرقص في لحظات عفوية لاقت تفاعلًا حميميًا من الحضور.
بهذا الأداء المتكامل، جمع نوردو بين القوة الموسيقية، التنوع الإيقاعي، الإخراج البصري المبتكر، واللمسات الإنسانية المؤثرة، مؤكداً مكانته كأحد أبرز رموز الساحة الشبابية التونسية، وقادرًا على خلق حالة فنية تجمع بين الطاقات الشبابية وروح الإبداع، لتظل محفورة في ذاكرة جمهور مهرجان صفاقس الدولي.