أفاد الخبير والباحث في مجال الطفولة والأسرة إبراهيم الريحاني، اليوم السبت، أنّ التفكك الأسري الناتج عن الضغوطات الاقتصادية والاجتماعية جعل من المنزل المكان الأكثر تهديدا بالنسبة للطفل، حسب ما أكدته احصائيات مندوبي حماية الطفولة لسنة 2019.
وأوضح الريحاني، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، إلى أن عددا كبيرا من الأُسر التونسية تعيش تحت وطأة ضغوطات اقتصادية كبيرة نتيجة ضعف مواردها المالية وعجزها عن تغطية مصاريفها اليومية وتلبية حاجيات أطفالها الأساسية وصعوبات اجتماعية جمّة خاصة فيما يتعلق باضطرار الأبويْن إلى الغياب عن المنزل لساعات طويلة بسبب انغماسهما في العمل، مؤكدا أنّ هذه الوضعية تُعكر الأجواء الأسرية فيسودها التشنج والتوتر الذي غالبا ما يؤدي إلى التفكك الأسري.
وشدد الخبير على أنّ الطفل المحروم من التواصل مع الأبويْن ومن النهل من حُبّهما واهتمامهما وحنانهما يجد نفسه غيْر محصن من جميع التهديدات، التي تواجهه خارج المنزل وداخله، فيتمرد على كل القيم والضوابط والقوانين ويجعل من العنف، أداة له في التواصل مع الغير.
وقال الريحاني إن المدرسة في حدّ ذاتها وبمنظومتها التربوية المتآكلة أصبحت تُشكل مصدر ضغط كبير على الطفل بسبب كثرة ساعات التمدرس وعجزها عن تقديم مضمون يُخاطب الحاجيات الحقيقية والأساسية للطفل، ومن أهمها تعزيز شعوره بالأمان وتمكينه من التعبير عن ذاته وعن انشغالاته ممّا يعزز ثقته بنفسه وتقديره لذاته دون التغاضي عن حاجته الأكيدة للعب.
وأضاف ان الطفل الضحية يعيش للأسف هشاشة نفسية كبيرة بسبب فقدانه للأمان والاستقرار النفسي داخل الأسرة والمدرسة على حد السواء، وهو ما يفسر تسجيل 400 محاولة انتحار في صفوف الأطفال سنة 2019.
وخلُص إلى أنّ النهوض بوضع الطفولة في تونس يتطلب رؤية شاملة ومقاربة متكاملة وليس مجرد حلول مجزأة وغير متناغمة.