آراء

البرامج التلفزية في تونس..بين الترويج للشعوذة و الإبتذال

 مع التعدد الذي شهده المشهد الاعلامي في تونس إبان الثورة و كثرة المنابر السمعية و المرئية أصبحنا نعاني إنحدرا غير مسبوقا في المادة الاعلامية المقدمة سواء تلفزيا او حتى إذاعيا.

في السنوات الأخيرة بتنا نشاهد أناس غير مؤهلين لا علميا و لا ثقافيا و لا يتحلون بالمسؤولية في القنوات التلفزية يروجون لأفكار أقل ما يقال عنها أنها منحطة لا ترتقي بمجتمعا الذي أصبح يعاني من إرتفاع نسبة الجريمة و العنف و الانتحار و عدم تقبل الآخر و غيرها من الظواهر السلبية.
لعل أكثر ظاهرة اصبحت تثير الإشمئزاز هي ظاهرة "الكرونيكورات" التي أصبح كل من هب و دب يعتلي منبرا اعلاميا و يطلق على نفسه "كرونيكور او كرونيكوز" و ينفث رداءته الفكرية على المشاهدين نذكر منهم محمد بن عمار في برنامج "الكل في الكل" على قناة تونسنا مريم الدباغ سابقا في قناتي التاسعة و الحوار و القائمة تطول.
و تجد القائمين على هذه البرامج حريصين على جلب أشخاص مسَفين في الرداءة و يمررون رسائل فيها تطبيع مع العنف ضد المرأة على غرار ساكاتشات مرت في قناة الحوار التونسي أبطالها كريم الغربي و وسيم ميغالو كانت فيها دعوة صريحة لممارسة العنف ضد المرأة لفظيا و جسديا.
و نواصل في هذا الجرد حيث أصبح برنامج "جودي تو" على قناة الحوار التونسي يروج للشعوذة عبر تخصيص فقرة للمنجم محسن العيفة أسبوعيا بحثا عن مزيدا من المشاهدين مساهمة في الانحدار الذي نعاني منه.
الاذاعات أيضا كانت لها نصيب حتى لو كان بنسبة أقل في الإنسياق مع تيار البحث عن "البوز" و المزيد من المشاهدات من خلال إستعانتها بـما يسمى بـ"الكرونيكورات" على غرار "زياد المكي" الذي لا نعرف ما الفائدة التي يقدمها للمستمع او المشاهد ، إضافة الى نجمات الانستغرام اللاتي يبرعن فقط في تقديم وصفات التجميل و الماسكات على غرار سوسن المصمودي التي تقدم في فوائد الحلبة و الحميات الغذائية عبر إذاعة "إي أف أم" علما و ان هذه الاخيرة ليست أخصائية تغذية بل حساب بالآلاف على الانستغرام هو كل مؤهلاتها.
المواطن التونسي له الحق في تلقي مادة إعلامية محترمة ترتقي به تضيف له تشجعه على اكتساب المعرفة وتنمية مستواه الفكري و تزوده بالمعلومات التي يحتاجها ، تعددية الاعلام في تونس تعددية فارغة أصبحت تهدد الاجيال الناشئة و تبث لهم رسائل في غاية الخطورة بقصد أو عن غير قصد مساهمة في تعميق الازمة التي وصل إليها مجتمعنا.
 
 
أحلام شرميطي