ثقافة و فن

افتتاح قصر الحلفاء بجبل سمّامة يوم 13 فيفري وانطلاق الدورة التأسيسية لكرنفال الحلفاء

 تتواصل المبادرات والفعاليات الثقافية والأنشطة الحرفيّة والاقتصادية لأهالي جبل سمامة، الذي تم إعلانه منطقة عسكرية محظورة بعد 2011، في رسالة عظيمة تعكس التشبث بالأرض والعزم على عدم تركها للإرهابين الذين حاولوا عبثا السيطرة عليها وبث الرّعب بين سكّانها بارتكابهم عدة جرائم إرهابية ذهب ضحيتها عدد من أبناء المؤسستين الأمنية والعسكرية.

فبعد عيد الرعاة الذي أصبح موعدا سنويا قارا يستقطب ضيوفا من تونس ومن خارجها، وبعد تأسيس المركز الثقافي الجبلي للفنون والحرف، الذي استضاف عديد العروض السينمائية والمسرحية والموسيقية وورشات ومعارض للفنون التشكيلية، تتواصل مبادرات مؤسس هذه المنارة الثقافية، عدنان الهلالي، بتجديد الموعد مع تنظيم المعارض المخصصة للمنتوجات الحرفية، والتي تمثل سندا لأبناء المنطقة وخاصة للنسوة حيث تمثل هذه المعارض مورد رزق لهنّ علاوة على ما تتيحه من فرص لتطوير منتوجاتهن.
وكشف عدنان الهلالي في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء "وات" أن الموعد سيكون هذه المرة مع افتتاح معلم حرفي جديد هو "قصر الحلفاء" الذي يجري إعداده، منذ تسعة أشهر، بأنامل حرفيّات جبل سمّامة في ورشات يحتضنها المركز الثقافي الجبلي منذ أشهر وسيتم افتتاحه يوم الأحد 13 فيفري 2022.
وأوضح أن هذا القصر "يحكي إصرار سكّان هـذا الجبل على الفعـل دون الاكتفاء بتثمين ما تركه الأجداد وما خلّفته الحضارات التي تعاقبت على بلادنا عموما وعلى أرض السّباسب بصفة خاصّة".
وتشارك في إعداد هذا القصر، خمسون حرفيّة تـمّ تكوينهن في المركز الثقافي الجبليّ وتم تأطيرهـنّ، بحسب عدنان الهلالي، في ورشات "حلفاكاديمي" بإشراف فريق فنّيّ متكوّن من المصمّم خالد خيّاطي والفنانين التشكيليّين يامن عبدليّ ومجدي عبدليّ وزينب هلالي.
ويشرف على إنجاز "قصر الحلفاء" فريق المركز الثقافي الجبلي برعاية وكالة التعاون التشـيكي وذلك بعد الزيارة التي أدّاها سفير تشيكيا للجبل السنة الفارطة، وفق الهلالي الذي أشار إلى أن المشروع يتمثل في إبداع معلم حرفيّ فنّي حديث، يحتفي بحصيرة الحلفاء ومختلف تقنيات إبداع الحلفاء من ضفيرة بربريّة وحصير و"غرزة إسبانية" و"حلفاء مهروسة" وغيرها. ويتضمن القصر ثمانية أجنحة تحمل أسماء "السيليوم" و"سفيطلة" و"فان غوغ" و"حنظلة" و"كوبكا" (فنان تشكيلي تشكيكي) وغيرها من الأسماء التي تحمل رمزية كبرى.
وكشف عدنان الهلالي في السياق نفسه، أن افتتاح "قصر الحلفاء" سيتزامن مع تنظيم الدّورة التأسيسية لكرنفال الحلفاء "كــرنـڥــالفا" الذي سيشهد مشاركة شباب وفنانين يتنكرون ويتزينون بأقنعة من الحلفاء ويلاعبون عرائس من ألياف نبتة السباسب في لوحات كرنفالية مبتكرة تنقل الحلفاء من جماد إلى لوحة فرجوية حيّة. وأضاف أن "قصر الحلفاء" سيكون متحـفا للحصير يعرّف بها، ويحتوي على ثمانية أجنحة لعرض الإبداعـات اليدوية والفـنّـية بأرياف الجهة، وتغطّيه حصيرة حلفاء قياسـيّة مساحتها 105 متر مربّع، تزيّنها رموز المرڨوم ولوحة للراعي ستكون ثلاثيّة الأبعاد وهي من تصميم المبدع خالد الخيّاطي.
وأشار إلى أنه يجري العمل منذ فترة على إعداد ملف يتعلق بنسيج الحلفاء لتسجيله على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وسيتم تقديم هذا الملف بصفة مشتركة بين تونس والجزائر والمغرب وإسبانيا.
 
 
وات