شهدت الساحة الفنية التونسية جدلاً واسعًا بعد تبادل التصريحات بين المخرج ربيع التكالي والممثلة ناجية الورغي، وذلك على خلفية مسلسل "الرافل" الذي عرض في النصف الاول من شهر رمضان على القناة الوطنية الأولى.
بداية الخلاف
بدأت الأزمة عندما أعربت ناجية الورغي عن استيائها من ظروف تصوير المسلسل، مشيرة إلى أنها لم تتحصل على سيناريو العمل قبل بدء التصوير، مما جعلها تكتشف الأحداث مع المشاهدين. كما وصفت ظروف التصوير بـ"الفقيرة"، وتحدثت عن وجود "تمييز" في التعامل مع الفريق الفني، وأكدت أن أجرها لم يُصرف بالكامل، حيث تم خصم يوم تصوير من مستحقاتها.
في المقابل، ردّ المخرج ربيع التكالي على تصريحاتها بطريقة صادمة، حيث قال في مقابلة إذاعية: "ما نعرفش شكون ناجية الورغي"، في إشارة إلى عدم اعترافه بها أو بمكانتها في الساحة الفنية، ما أثار موجة من الجدل والغضب بين محبي الممثلة.
ردّ ناري من ناجية الورغي
لم تتأخر ناجية الورغي في الرد، حيث نشرت منشورا عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عبّرت فيه عن استيائها من تصريحات التكالي، وقالت فيه:
"لأنك لا تعرفني فسأخبرك من أنا... أنا ناجية الورغي.
أنت لا تعرفني لأنك وببساطة لا تؤمن بذاكرة وجود المسرح التونسي في هذه البلاد العظيمة.
ولا تعرف مسارح تونس الأقدم من نسل جدتك الأولى.
أنا عمر تونس... يا ربيع.
وبجاه ربي كان إنت هكة ربيع... أمالا الخريف كيفاش؟"
وجّهت الورغي في ردّها انتقادات حادة للمخرج، معتبرةً أن تصريحاته تعكس عدم احترام للفن والفنانين التونسيين، وأكدت أنها تمثل جيلًا من الممثلين الذين ساهموا في إثراء المسرح التونسي. كما اعتبرت أن استنقاص التكالي منها يعد إهانة للذاكرة الفنية في تونس.
ردود فعل متباينة
أثارت هذه التصريحات المتبادلة ردود فعل واسعة بين الجمهور والنقاد. حيث عبّر البعض عن دعمهم لناجية الورغي، معتبرين أن المخرج تجاوز حدود اللياقة في رده، بينما رأى آخرون أن ردّها كان عنيفًا وحادًا، وكان يمكنها التعامل مع الموقف بطريقة أكثر هدوءًا.
من جهته، دافع الممثل صادق حلواس، أحد أبطال المسلسل في تصريح سابق عن ظروف التصوير، مؤكدًا أنها كانت محترمة، واستغرب من تصريحات الورغي، قائلاً: "إذا حدثت تجاوزات، فأنا أعتذر لها شخصيًا، ولكن الأمر لم يكن بهذه الطريقة".