وطنية

زيارة بولوس إلى تونس: رسائل تحذير أمريكية ومؤشرات على فتور دبلوماسي

 تحت عنوان "ماراثون مغاربي لمسعد بولوس"، تناولت مجلة جون أفريك الجولة التي يقوم بها المستشار الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون أفريقيا، والتي شملت تونس، ليبيا (طرابلس وبنغازي)، ثم باريس، فالجزائر والمغرب.

في تونس، لفتت الصحيفة إلى أن اللقاء بين بولوس والرئيس قيس سعيد في قصر قرطاج كان متوترًا، بعد أن عرض الرئيس التونسي صورًا لأطفال غزة المتضررين من المجاعة، في خطوة اعتبرها المسؤول الأمريكي خرقًا للأعراف الدبلوماسية و"دعاية مزعجة". وأعرب بولوس عن استيائه من توظيف اللقاء، الذي خُصص لمناقشة الأمن الإقليمي ومبادرات السلام، لأغراض رمزية اعتبرها خارج السياق.
ووفقًا لـجون أفريك، فإن بولوس، المتحدث بالعربية بطلاقة، لم يحتج إلى وسيط لإبلاغ الجانب التونسي رفضه للطلبات المتعلقة بالمساعدات، مشيرًا بوضوح إلى أن واشنطن بصدد إعادة صياغة علاقتها بأفريقيا على أساس "التجارة لا المعونة"، وأن تونس قد لا تكون ضمن الشركاء الرئيسيين في هذه الرؤية الجديدة.
وخلال اللقاء، رد الجانب التونسي بالتأكيد على رغبة تونس في تنويع شراكاتها الاستراتيجية، وهو ما فُسّر في الكواليس على أنه إشارة إلى تقارب محتمل مع إيران. واعتبر بولوس هذا التوجه "خيارًا خاطئًا"، مؤكدًا إغلاق عدد من الوكالات الأمريكية في تونس، بما فيها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID).
كما شدد على أن تركيز جهود السلام الأمريكية ينصب على منطقة المغرب العربي، دون أن تكون تونس في قلب هذه المبادرات، ما يعكس تراجعًا في الدور التونسي ضمن الأولويات الأمريكية في المرحلة المقبلة.