مع اختتام موسم المهرجانات الصيفية في تونس، شهدت الساحة الفنية حفلات استثنائية أبهرت الجمهور وأكدت قدرة البلاد على استضافة فعاليات موسيقية وفنية عالية المستوى.
في مهرجان قرطاج الدولي، خطفت الأضواء مجموعة من أبرز النجوم العرب، على غرار نجوى كرم، مي فاروق، أحلام، ونانسي عجرم، حيث تفاعلت الجماهير مع حفلاتهم بحرارة، مؤكدة مكانتهم في الساحة الفنية العربية.
أما في مهرجان الحمامات الدولي، فقد شهد الموسم حضورًا قويًا للفنان الشامي الذي حقق نجاحًا لافتًا، تلاه عودة أسطورة الموسيقى التونسية لطفي بوشناق بعد حفل متميز على الركح. كما عاد الشاب مامي بعد غياب سنوات ليقدم حفلًا ناجحًا أدهش الحضور وأعاد ذكريات جماهيرية عميقة.
وفي مهرجان صفاقس الدولي، تألق كل من بلطي، نوردو، ومرتضى الفتيتي بأداء فني فريد ومتنوّع.
تميز هذا الموسم بتفاعل جماهيري كبير، حيث شارك الحضور بحماس واضح، ما أضفى أجواءً حيوية على أغلب الحفلات. كما كان للمهرجانات أثر اقتصادي واضح، إذ أسهمت في تعزيز السياحة التونسية وجذب آلاف الزوار من الداخل والخارج، ما يعكس مكانتها كمنصة فنية وثقافية تدمج بين الترفيه والتنمية الاقتصادية.
رغم هذا النجاح، لم تغب بعض الإشكالات عن المشهد، أبرزها صعوبة الحصول على التذاكر وارتفاع أسعارها، ما أدى إلى ظهور السوق السوداء وخلق بعض التحديات للجمهور العادي. كما لوحظت بعض الإشكالات التنظيمية في إدارة الدخول والخروج والتنسيق بين فرق العمل، ما يستدعي تعزيز التخطيط لضمان تجربة أكثر سلاسة في المواسم القادمة.
في النهاية، يظل موسم المهرجانات الصيفية في تونس دليلًا على إشعاع الفن العربي والتونسي، حيث يجمع بين نجوم محليين وعرب ويؤكد قدرة تونس على تقديم تجربة موسيقية وثقافية متكاملة، مع ضرورة معالجة بعض التحديات لضمان استمرارية هذا النجاح على المدى الطويل.